للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبره وصيف فقال:

- «ينبغي أن تصيّر هذه الأعمال إلى أبى محمد باغر.» فقال وصيف:

- «نعم.» وبلغت القصّة دليلا فركب إلى بغا وقال له:

- «أنت فى بيتك وهم فى تدبير عزلك عن جميع أعمالك، وإذا عزلت فما بقاؤك [٣٧٣] إلّا أن يقتلوك.» فركب بغا إلى دار الخليفة فى اليوم الذي نوبته فى منزله بالعشي فقال لوصيف:

- «أردت أن تحطّنى عن مرتبتي فتجيء بباغر وتصيّره مكاني، وإنّما باغر عبد من عبيدي.» فقال وصيف:

- «ما أردت ذلك ولا علمت ما أراد الخليفة من ذلك.» ثمّ تعاقد وصيف وبغا على تنحية باغر من الدار وأرجفوا أنّه يؤمّر ويضمّ إليه جيش سوى جيشه ويخلع عليه ويجلس مجلس بغا ووصيف وهما يسمّيان الأميرين، وكان قصد المستعين التقرّب إليه ليأمن ناحيته فأحسّ هو ومن فى جنبته [١] بالشرّ فجمع إليه الذين كانوا بايعوه على قتل المتوكّل مع غيرهم. ثمّ ناظرهم ووكّد البيعة عليهم كما كان وكّدها فى قتل المتوكّل. ثم قال:

- «الزموا الدار حتّى نقتل المستعين وبغا ووصيفا ونجيء بمن نقعده خليفة ليكون الأمر لنا كما هو لهذين اللذين قد استوليا على الدنيا وبقينا نحن فى


[١] . كذا فى الأصل وآ وتد (٥٧٦) : فى جنبته. فى الطبري (١٢: ١٥٣٧) : فى ناحيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>