أمره.» فقال:«وددت أنّه كان كذلك، لا والله ما هو إلّا أن هزم أصحابه من المدائن والأنبار حتّى توالت الهزائم عليه.» فأجاب القوم بعد أن كان قد جادّهم.
وحكى أحمد بن يحيى النحوي وكان يؤدّب ولد ابن طاهر: أنّ محمد بن عبد الله لم يزل جادّا فى نصرة المستعين حتّى أحفظه عبد الله بن يحيى بن خاقان، فقال له:
- «أطال الله بقاءك، إنّ هذا الذي تنصره بجدك وجهدك من أشدّ الناس نفاقا وأخبثهم دينا. والله لقد أمر وصيفا وبغا بقتلك فاستعظما [٤٠٧] ذلك ولم يفعلاه فإن شككت فى ذلك فسل تخبر، ومن ظاهر نفاقه أنّه كان بسرّ من رأى لا يجهر فى صلاته ب: بسم الله الرحمان الرحيم، فلمّا صار إليك جهر بها مراءاة لك، ويترك نصرة وليّك وتربيتك وصهرك.» ونحو ذلك من الكلام.
فقال محمد بن عبد الله:
- «هذا ما يصلح لدين ولا لدنيا.» فكان أوّل ما صدّ محمدا عن الجدّ فى أمر المستعين. ثمّ ظاهر عبد الله بن يحيى على ذلك أحمد بن إسرائيل والحسن بن مخلد حتّى صرفوه عن رأيه فى نصرة المستعين.
وركب محمد بن عبد الله يوما إلى المستعين وحضر عدّة من الفقهاء والقضاة. فقال للمستعين:
- «قد كنت فارقتني على أن تنفذ أمرى فى كلّ ما أعزم عليه، ولك عندي بخطّك رقعة بذلك.» فقال المستعين: