- «أحضر الرقعة.» فأحضرها فإذا فيها ذكر الصلح وليس فيها ذكر الخلع. فقال:
- «نعم أنفذ الصلح.» فقام ابن الجبلي فقال:
- «يا أمير المؤمنين إنّه يسألك أن تخلع قميصا قمّصكه والله عزّ وجل.» وتكلّم قوم وتكلّم علىّ بن يحيى المنجّم فأغلظ لمحمد بن عبد الله فاحتمله ثمّ ضرب لمحمد بن عبد الله بباب الشمّاسية مضرب كبير أحمر وخرج مع مائتي فارس ومائتي راجل إلى المضرب، وجاءه أبو أحمد فخرج إليه ودخل معه المضرب [٤٠٨] ووقف الجند الذين مع كلّ واحد منهما ناحية. فتناظر ابن طاهر وأبوه أحمد طويلا ثمّ خرجا من المضرب وانصرف ابن طاهر إلى داره فى زلال. ثمّ ركب من داره ومضى إلى المستعين يخبره بما دار بينه وبين أبى أحمد، فأقام عنده إلى العصر ثمّ انصرف.
فحكى أنّه فارقه على أن يعطى خمسين ألف دينار ويقطع غلّة ثلاثين ألف دينار فى السنة على أن يكون مقامه ببغداد حتّى يحمل له مال يعطى الجند وعلى أن يولى بغا مكّة والمدينة والحجاز ووصيف الجبل، ويكون ثلث ما يجيء من المال لمحمد بن عبد الله وجند بغداد والثلثان للموالي والأتراك.
ثمّ ركب ابن طاهر فى ذى الحجّة من هذه السنة ليناظره فى الخلع، فناظره فامتنع عليه، وظنّ المستعين أنّ بغا ووصيفا معه فكاشفاه. فقال المستعين: