بالكلب فرموا به فى الكرّ وأصحاب علىّ ينظرون إليه ويضحكون منه ومنهم.
فلمّا رموا بالكلب فيه جعل الكلب يسبح فى الماء إلى جانب عسكر علىّ بن الحسين، واقتحم أصحاب يعقوب دوابّهم خلف الكلب، وبأيديهم رماحهم يسيرون فى أثر الكلب. فلمّا رأى علىّ بن الحسين أنّ يعقوب قد قطع عامّة الكرّ إليه انتقض عليه تدبيره وتحيّر فى أمره. ولم يلبث أصحاب يعقوب إلّا أيسر ذلك حتّى خرجوا من الكرّ من وراء أصحاب علىّ بن الحسين. فلم يكن بأسرع من أن خرج أوائلهم منه حتّى هرب أصحاب علىّ يطلبون [٤٣٠] الهرب إلى مدينة شيراز. لأنّهم كانوا إذا خرج أصحاب يعقوب من الكرّ بين جيش يعقوب وبين الكرّ، فلا يجدون ملجأ. فلمّا أن هزموا تقطّر بعلىّ دابّته فسقط إلى الأرض، ولحقه بعض السجزية، فرفع عليه سيفه ليضربه فصاح عليه غلام لعلىّ:
- «الأمير، الأمير.» فنزل إليه السجزىّ فوضع عمامته فى عنقه، ثمّ جرّه إلى يعقوب. فلمّا أتى به أمر بتقييده وأمر بما كان فى عسكر علىّ من آلة الحرب من السلاح والكراع وغير ذلك، فجمع إليه. ثمّ أقام بموضعه حتّى أمسى وهجم عليه الليل.
ثمّ رحل من موضعه ودخل مدينة شيراز ليلا وأصحابه يضربون بالطبول، فلم يتحرّك أحد. فلمّا أصبح أنهب أصحابه دار علىّ بن الحسين ودور أصحابه، ثمّ نظر إلى ما اجتمع فى بيت المال من مال الخراج والضياع، فاحتمله ووضع الخراج فجباه.
ثمّ شخص متوجّها إلى سجستان وحمل معه علىّ بن الحسين بن قريش ومن أسر معه من قوّاده.
ووجّه يعقوب بن الليث إلى المعتزّ بدوابّ وبزاة ومسك وثياب هدية.