للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ دعا بأبى عمر محمّد بن يوسف وأمره بمثل الذي أمر به أبا خازم.

فسارع إلى إجابته. ودفع القاسم إلى أبى عمر كتاب أمان عن المكتفي، فمضى به نحو بدر. فلمّا فصل بدر عن واسط ارفضّ عنه أصحابه وأكثر غلمانه [٢٨] وصاروا إلى المكتفي فى الأمان.

وخرج المكتفي إلى مضربه بنهر ديالى ومعه جميع جيوشه فعسكر هناك ولقى أبو عمر محمّد بن يوسف بدرا بالقرب من واسط. فدفع إليه الأمان وخبّره عن المكتفي ثمّ ما قال [١] له القاسم وصاعد معه فى حرّاقة بدر، واستقرّ الأمر بين بدر وبين أبى عمر على أن يدخل بغداد سامعا مطيعا. وعبر بدر دجلة وصار إلى النعمانيّة وأمر أصحابه وغلمانه الذين بقوا معه أن ينزعوا [٢] سلاحهم ولا يحاربوا أحدا وأعلمهم ما ورد عليه به أبو عمر من الأمان. فبينا هو يسير إذ وافاه محمّد بن إسحاق بن كنداجيق [٣] فى شذاءة ومعه جماعة من الغلمان فتحوّل إلى الحرّاقة وسأله بدر عن الخبر فطيّب بنفسه وقال قولا جميلا وهم فى ذلك يؤمّرونه وكان القاسم وصّاه وقال له:

- «إذا اجتمعت مع بدر [٤] فى موضع واحد فأعلمنى.» فوجّه إلى القاسم فأعلمه. فدعا القاسم لؤلؤا أحد غلمان السلطان النجباء، فقال له:

- «قد ندبتك لأمر» .

فقال له:

- «سمعا وطاعة.»


[١] . فى مط: وخبّره عن المكتفي بما قال له القاسم، كما فى الطبري (١٣: ٢٢١٢) .
[٢] . فى مط: أن ينزحوا.
[٣] . فى الطبري (١٣: ٢٢١٣) : إسحاق بن كنداج.
[٤] . هنا بياض فى الأصل. وما أثبتناه عن مط والطبري (١٣: ٢٢١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>