- «إنّ [١٣٧] الوزير والرئيس أدام الله عزّهما يقولان لك: أصدق نفسك فقد وصل إليك من ضياعك وغلّاتك فى كلّ سنة ألف ألف ومائتا ألف دينار ومن وجوه ارتفاقاتك مثلها وهذا مال عظيم، فاكتب خطّك بألف ألف دينار معجّلة تقدّمها إلى أن ينظر فى أمرك حتّى تسلم نفسك وإلّا سلّمت إلى من يعاملك بما يعامل به مثلك من الخونة الذين دبّروا على المملكة فقد صحّ عند السلطان أنّك كاتبت ابن أبى الساج وأمرته بالعصيان.» فقال له ابن الفرات:
- «قد كان ينبغي أن يشغلك أمرك وما عليك فى نفسك عن تحمّل الرسائل قد تصرّفت لعلّى بن عيسى أربع سنين واقتطعت أموالا، فلمّا نظرت فى الأمر استترت عنّى وكتبت إلىّ من تصرّف مكانك باستدراكات عليك وارتفاقات لك كثيرة والكتب بأعيانها فى ديوان السلطان محفوظة.» فأقبل شفيع على ابن حمّاد فقال له:
- «لست من رجال ابن الفرات، فقم إلى ابنه المحسّن فناظره.» فقام وأخذ خطّ المحسّن بثلاثمائة ألف دينار. ثمّ ناظر موسى بن خلف وسأله عن ودائع ابن الفرات وأمواله فقال له موسى:
- «ما له عندي وديعة ولا أعرف أخبار ودائعه ولا [١٣٨] له على يدي مال ولا وليت له عملا سلطانيا وإنّما كنت أنظر فى نفقات داره.» وكان موسى ابن خلف شيخا كبيرا قد أتت عليه نحو تسعين سنة وكان مع ذلك عليلا به ذرب لا فضل فيه [١] للمكروه فشتمه ابن حمّاد. وكان يتردّد بعد ذلك إلى أصحاب ابن الفرات ويناظرهم فلا يرتفع له شيء. وكان علّق المحسّن بفرديد من حبل الستارة فلم يصح له من جهته شيء. فلمّا رأى
[١] . فى مط: درب لا فصل فيه. وفى مد: لا فضل له (خلافا للأصل) .