للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن عيسى وابن الحوّارى لحامد:

- «قد جنيت علينا بما فعلته بابن الفرات.» وكان الحسين بن أحمد المادرائى بعد مكاشفته لابن الفرات قال له:

- «إن تأدّى إلى المصادرة [١٣٦] تحمّلت عنك خمسين ألف دينار.» فلمّا خرج من المجلس قال له نصر الحاجب وعلىّ بن عيسى وابن الحوارى:

- «دخلت لتناظر الرجل فلم تبرح حتّى بذلك له مرفقا وصانعته.» فقال لهم:

- «أدخلتمونى إلى رجل قال لى بعضكم لمّا دخلت إليه: أنظر لمن تخاطب. وقال آخر: أنظر بين يديك. وقال آخر: الله الله فى نفسك. فلم أجد شيئا أقرب إلى الصواب ممّا فعلته بعد أن سمعت كلامه.» فمن جميل ما عمله ابن الفرات أنّه لمّا تقلّد بعد هذا الوقت الوزارة وهي وزارته الثالثة قبض على ابن الحسين بن أحمد [١] المادرائى وهو أكبر أولاده فأخذ خطّه بخمسة [٢] وعشرين ألف دينار كانت واجبة عليه من مال السلطان ولم يطالبه بها واعتقله إلى أن وافى أبوه الشام، فذكّره ابن الفرات ما كان بذله من الخمسين الألف الدينار التي تحمّلها عنه وقال له:

- «قد كنت مخيّرا أن تفعل وأن لا تفعل وإنّما وعدت وعدا وهذه رقعة بخطّ ابنك بخمسة وعشرين ألف دينار وهي واجبة عليه حاصلة قبله ولا حجّة له ولا لك فيها وقد رددتها عليك مكافأة لك على ما بذلت.

وقد كان أنفذ أبو أحمد بن حمّاد لمناظرة ابن الفرات بحضرة شفيع اللؤلؤي وغيره فافتتح ابن حمّاد الخطاب بأن قال:


[١] . سقط من مط «بن أحمد» .
[٢] . فى مط: بخمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>