للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له وهو وزير أمير المؤمنين أن يدع ضمان أعمال واسط حتّى يتبيّن أمربح هو أم مخسر [١] فيدبّره أبو الحسن علىّ بن عيسى فإنّه لا يشكّ أحد فى بعد ما بينه وبين حامد فى الصناعة والاحتياط، فأمّا وهو وزير وهو ضامن فهذا أوّل خيانته واقتطاعه.» فأمر حامد بن العبّاس أن تنتف لحيته فلم يمتثل أحد أمره، فوثب هو بنفسه إليه وجذب لحيته.

وكان [١٣٥] الخطاب قد انتهى أن بذل الحسين بن أحمد المادرائى خطّه بخمسمائة ألف دينار سلّم إليه ابن الفرات، وكان ذلك قبل شتيمة حامد له ومدّ يده إلى لحيته. وكان حامد أحضر أبا علىّ ابن مقلة وواقفه على أن يواجه ابن الفرات بأنّه قد استخرج من ودائعه التي كتمها فى وزارته خمسمائة ألف دينار فلم يبرز أبو علىّ صفحته لابن الفرات وراسله حامد فى المجلس أن [٢] يفي بوعده ويوافقه فى وجهه فقال أبو علىّ:

- «أنا أكتب خطّى بذلك فأمّا أن أواجه ابن الفرات فلا أفعل.» فغلظ ذلك على حامد وتنكّر لابن مقلة منذ هذا اليوم.

وكان علىّ بن عيسى لا يزيد على أن يكلّم ابن الفرات فى مواضع الحجّة بكلام جميل وحامد مشغول بالسفه والشتم. وكان ابن الحوارى يرى ابن الفرات أنّه متوسّط بينه وبين حامد وتبيّن فى خطابه أنّه متحامل على ابن الفرات ولمّا سمع المقتدر شتم حامد لابن الفرات و [٣] وقف على مدّ يده إلى لحيته أنفذ خادما [٤] أقام ابن الفرات من مجلسه وردّه إلى محبسه، فقال علىّ


[١] . فى مط: أيربح، أم يخسر.
[٢] . تكررت «أن» فى الأصل.
[٣] . فى مط: وقف (دون الواو) .
[٤] . كذا فى الأصل: خادما. وفى مط: حامدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>