للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا تمّ قبض نازوك على أسباب حامد أمر ابن الفرات هشاما بالرفق بهذا الجهبذ مرّة وبالغلظة أخرى ويسأل عن ودائع حامد، ففعل هشام به ذلك فأقرّ عفوا أنّ لحامد عنده مائة ألف دينار عينا ثمّ حلف على أنّه ليس عنده لحامد ولا لأحد من أسبابه وديعة غيرها. فآمنه ابن الفرات على نفسه وأن لا يسلّمه [١] إلى المحسّن ولم يطلع ابن الفرات المقتدر بالله على خبر هذه المائة الألف إلّا بعد أن تسلّم [٢] حامدا.

وانتشر الخبر فى رجب أنّ حامدا إنّما استتر لأنّ المقتدر كتب إليه ينكر خروجه من واسط على تلك الحال التي خرج عليها ويأمره أن يستتر ويوافى بغداد حتّى يتوثّق منه ويأخذ خطّه بما بذل أن يضمن [١٧٩] به ابن الفرات والمحسّن وكتّابهما وأسبابهما ليسلّم الجماعة إليه فاستتر المحسّن والفضل والحسين والحسن أولاد أبى الحسن ابن الفرات وحرمهم وأكثر الكتّاب ولم يبق فى دار ابن الفرات من كتّابه الذين يحضرون مجلسه إلّا أبو القاسم ابن زنجى وحده.

وكانت مدّة سعادة حامد قد انقضت فصار إلى دار السلطان فى زىّ الرهبان ومعه يونس خادمه وصعد إلى دار الحجبة [٣] التي فيها نصر الحاجب فاستأذن له فارس بن رنداق [٤] على نصر وقال:

- «حامد بن العبّاس قد حضر الباب وهو يستأذن على الأستاذ.» فقال:

- «قل له يدخل.»


[١] . فى مط: يسأله، بدل «يسلّمه» .
[٢] . فى الأصل ومط: يسلّم.
[٣] . فى مط: دار الحجة.
[٤] . فى مط: ريداق.

<<  <  ج: ص:  >  >>