للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا دخل قال له قبل أن يجلس:

- «إلى أين جئت؟» قال: «جئت بكتابك.» فقال له:

- «فإلى هاهنا كتبت إليك أن تجيء.» ولم يقم له، واعتذر إليه أنّه تحت سخط الخليفة، ووجّه نصر إلى مفلح يسأله الخروج إليه، وكان مفلح يتولّى الاستئذان على المقتدر إذا كان عند حرمه. فخرج مفلح وكلّمه نصر فى أمر حامد وقال له:

- «هو فى هذا الوقت فى حال رحمة ومثلك من استعمل معه الجميل ولم يؤاخذه بما كان منه فى تلك الأمور.» ثمّ قال حامد لمفلح:

- «تقول لمولانا أمير المؤمنين [١٨٠] عنّى، بأنّى أرضى أن أكون معتقلا فى دار أمير المؤمنين كما اعتقل فيها علىّ بن عيسى ويناظرني الوزير والمحسّن والكتّاب بحضرة الفقهاء والقضاء ووجوه القوّاد، فإن وجب علىّ مال خرجت منه بعد أن أكون مالكا لاستيفاء حججي [١] ومحروسا فى نفسي ولم يمكّن المحسّن من دمى فيجازينى على المكاره التي كنت أوقعها به فى طاعة مولانا أمير المؤمنين وهو شابّ وأنا شيخ قد بلغت هذه السنّ العالية واليسير من المكروه يتلفنى.» فوعده مفلح بذلك ودخل على المقتدر بالله فخاطبه فى أمره بضدّ ما وعده به، فتكلّمت السيّدة فى أمر حامد وقالت:

- «لا يضرّ أن يعتقل فى الدار ويناظر حتّى تحرس نفسه.»


[١] . كذا فى الأصل ومط: حججي. فى مد: حجّتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>