- «إن فعل هذا لم يتمّ لابن الفرات عمل، لأنّ الأراجيف قد كثرت به وخربت الدنيا وبطلت الأموال.» فقال المقتدر لمفلح:
- «صدقت.» وأمره أن يخرج إلى نصر فيأمره أن ينفذ حامدا إلى ابن الفرات. فخرج مفلح إلى نصر بذلك فأخذ نصر يطيّب نفس حامد بأن يقول:
- «لا بدّ من أن تصير إلى حضرة الوزير مع ثقة لى ثمّ أردّك إلى دار أمير المؤمنين.» فالتمس حامد من نصر ثيابا يغيّر بها ما عليه من زىّ الرهبان، فامتنع مفلح من الإذن له فى ذلك وقال:
- «قد أمرنى مولاي أن أوجّه به [١٨١] فى الزىّ الذي حضر فيه.» فما زال نصر يشفع له حتّى أذن له فى تغيير زيّه وأنفذه مع ابن رنداق الحاجب وبادر مفلح بإنفاذ كاتبه إلى ابن الفرات يبشّره بحصول حامد وما أمر به المقتدر من تسليمه إليه.
وكان ابن الفرات على قلق وانزعاج لمّا وقف على حصول حامد فى دار السلطان واستتر كتّابه وأولاده كلّهم. فلمّا جاءته رسالة مفلح سكن بعض السكون وصلّى الظهر وجلس وليس بين يديه غير ابن زنجى وهو ينظر فى العمل نظرا خفيفا إلى أن ذكر بعض الغلمان أنّ طيّارا من طيّارات الخدمة قد أقبل، ثمّ قدّم عند درجة داره وبادر البوّابون بخبره ودخل ابن الرنداق ومعه حامد بن العبّاس فلمّا رآه ابن الفرات قال له: