للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأذن نصر للوزير وابنه فى الانصراف [٢١٨] فقام [١] ابن الفرات فى الممرّات كالمهزول حتّى وصل إلى طيّاره وكذلك ابنه المحسّن. فلمّا وصلا إلى دار الوزير دخل إليه المحسّن فسارّه سرارا طويلا ثمّ خرج من عنده وانصرف إلى منزله وجلس فيه ساعة وتقدّم بما أراد ثمّ خرج فاستتر.

وجلس أبوه غير مكترث ينظر فى العمل وبين يديه وجوه الكتّاب وانصرفوا آخر النهار وقد تشكّكوا فيما بلغهم من صورة الأمر لمّا رأوه من نشاطه وانبساطه وجريه على رسمه فى الحديث والأنس والأمر والنهى.

وتحدّث بعض خواصّه قال: سمعته يقول فى آخر الليل وهو فى مرقده يتمثّل بهذا البيت:

وأصبح لا يدرى وإن كان حازما ... أقدّامه خير له أم وراؤه [٢]

فدلّ ذلك على سهره وتفكّره فى أمره، وجلس من الغد ينظر فى أمره.

قال أبو القاسم ابن زنجى: فبينا هو كذلك إذ وردت رقعة لطيفة مختومة فقرأها فما عرفت ممّن هي فى الوقت ثمّ عرفت أنّها كانت من مفلح. ثمّ وردت رقعة أخرى من رجل يجرى مجرى الجند كان ملازما لدار السلطان.

فلمّا قرأها أمسك [٢١٩] قليلا ثمّ دعا يحيى قهرمانه فأسرّ إليه بشيء وانصرف. ثمّ صرف الناس وواعدهم البكور ونهض ابن الفرات عن مجلسه إلى دور حرمه وتفرّق الناس.

فلمّا صرت إلى الرّوشن ذكرت شغلا علىّ كان شغلي به فانصرفت وجلست لذلك، فإذا بنازوك قد دخل عليه سيفه وبيده دبّوس وإذا بيلبق


[١] . فى مط: مقام.
[٢] . فى مط: أو مراؤه.

<<  <  ج: ص:  >  >>