مجلس الوزير الخاقاني وأحضر أبو الحسن ابن الفرات وناظره الخاقاني ولم يكن الخاقاني من رجاله، فكاد أبو الحسن ابن الفرات أن يأكله فكان فيما قال له:
- «إنّك استغللت ضياعك فى مدّة أحد عشر شهرا ألف ألف دينار.» فقال: «قد كانت هذه الضياع فى يد علىّ بن عيسى عشر سنين أيّام وزارته وأيّام وزارة حامد بن العبّاس وما ارتفع له منها إلّا أربعمائة ألف دينار فقد ادّعيت لى [١] المعجزات.» فقال له:
- «أضفت حقوق ضياع السلطان إلى ضياعك.» فقال: «الدواوين لا يمكن أن يكتم ما فيها فتنظر فى ارتفاع النواحي السلطانية فى أيّام نظري فيها وفى ارتفاعها أيّام علىّ بن عيسى ووزارة [٢٣١] حامد بن العبّاس ووزارة أبيك التي دبّرتها أنت حتّى تعلم هل زادت ارتفاع ضياع السلطان فى أيّامى أم نقصت.» ونوظر فيمن قتل وشنّع عليه بهم فقال:
- «ليس يخلو من ذلك من أحد أمرين: إمّا أن يقال إنّى أنا قتلتهم فلم أغب عن الحضرة والقتل لا ينسب إلىّ والمدّعى قتله بالبعد منها، وإمّا أن يقال كتبت خطّك بقتلهم وهؤلاء أصحاب المعاون وثقات السلطان وعمّال الخراج ووجوه متصرّفى عمّال السلطان قد حكّمتهم على نفسي.» فقيل له:
- «قد قتلهم ابنك.» فقال: «أنا غير ابني وأنتم تناظروننى.»