للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواصل هارون بن غريب مخاطبة المقتدر فى قتل هذين وقال:

- «ليست آمن أن يجتمع الأولياء على البيعة لبعض بنى هاشم، ثمّ لا يتلافى الأمر.» وأرادت الجماعة من الوزير الخاقاني التجريد فى ذلك فقال:

- «لست أدخل فى سفك الدماء وإنّما أشرت بألّا يحملا إلى دار السلطان، فأمّا قتله فخطأ، لأنّه ليس ينبغي أن يسهّل على الملوك ولا يحسّن لهم قتل أحد، فإنّهم متى فعلوا ذلك خفّ عليهم قتل خواصّهم حتّى يأتوا عليهم بأدنى ذنب وخطإ يكون منهم.» فلمّا كان يوم الأحد لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر قدّم إلى ابن الفرات طعامه فأمر برفعه وقال:

- «أنا صائم.» وحضر وقت الإفطار فقدّم إليه لمّا حضر وقت الطعام فقال:

- «لست أفطر الليلة.» فحضر عنده من اجتهد به أن يفطر فقال:

- «أنا مقتول فى غد لا محالة.» فقيل له: [٢٣٧]- «أعيذك بالله.» فقال: «بلى رأيت البارحة أخى أبا العبّاس رحمه الله فى النوم وقال لى:

أنت تفطر عندنا يوم الإثنين بعد غد وما قال قطّ فى النوم [١] شيئا إلّا صحّ وغدا الإثنين وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علىّ صلوات الله عليه [٢] .» فلمّا كان من الغد وهو يوم الإثنين انحدر الناس إلى دار الخليفة، فلم


[١] . فى الأصل: اليوم. وفى مط: النوم، كما أثبتناه.
[٢] . فى مط: رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>