يصلوا [١] فكتب هؤلاء الرؤساء بقتل ابن الفرات وابنه فأجابهم المقتدر أن:
- «دعوني أنظر فى ذلك.» فكتبوا إليه: أنّه إن تأخّر قتل ابن الفرات وابنه عن هذا اليوم جرى على المملكة ما لا يتلافى.
وكتب المقتدر إلى نازوك بأن يضرب أعناقهما ويحمل رؤوسهما إلى حضرته فقال نازوك:
- «هذا أمر عظيم لا يجوز أن أعمل فيه بتوقيع.» فأمر المقتدر الأستاذين والخدم بالخروج إليه برسالته بإمضاء ما كتب به فخرجوا إليه بذلك فقال:
- «لا أعمل على رسالة ولا بدّ من مشافهة بذلك.» وابن الفرات يراعى الخبر فلمّا قيل له إنّ الناس قد انصرفوا وإنّ نازوك انصرف إلى منزله سكن قليلا ثمّ قيل له:
إنّ نازوك قد عاد إلى دار السلطان.
فاضطرب جدا وصار نازوك إلى دار الوزارة بعد الظهر من ذلك اليوم فجلس [٢٣٨] فى الحجرة التي كان ابن الفرات معتقلا فيها ووجّه بعجيب خادمه ومعه السودان حتّى ضرب عنق المحسّن وصار برأسه إلى أبيه فوضعه بين يديه فارتاع لذلك ارتياعا شديدا وعرض هو على السيف فقال لنازوك:
- «يا با منصور ليس إلّا السيف؟ راجع أمير المؤمنين فى أمرى فإنّ لى أموالا عظيمة وودائع كثيرة وجواهر جليلة.» فقال له نازوك: