للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٦١] فأجابنى إليه.» قال: «المحسن ربّى فى الدواوين ودبّر الأمور وكان مع شرّه واستحلاله وقبح ديانته كاتبا، وابن الخاقاني كان ينوب عن أبيه ويأمر وينهى ويخدم وهو فهم وابنك لا يجرى مجرى واحد منهما فاكتب خطّك انّك تردّ ما قبضه.» فقال: «كيف أردّ مالا قبضه ابني وأنفقه؟» فقال له:

- «على أىّ شيء أنفقه؟» قال: «على ما ينفق مثله الأحداث.» ثمّ سأله عن أموال المصادرين وما صحّ من جهتهم فقال:

- «لا أحفظه إلّا انّه ثابت فى ديوان المصادرين.» قال: «فعنه أسألك.» قال: «هو عند هشام وإن سئل عنه خبّر به، [١] فإنّ رقاع المصادرين والكفالات والأعمال فى يده.» فقال له:

- «ما سبقك أحد إلى تسليم خطوط المصادرين إلى صاحب ديوان المصادرات لأنّ سبيل الخطوط أن تكون فى خزائن الوزراء محفوظة يتسلّمها وزير بعد وزير فإن كنت أردت عمارة الديوان فكان ينبغي أن تأخذ [٢] الخطوط على نسختين: نسخة للديوان ونسخة تكون عندك، فلو باع صاحب الديوان رقاع المصادرين والكفالات وضمانات الضّمناء هل كان على السلطان مضرّة [٢٦٢] فى هذا المال أعظم منك، وإذا كان هذا تدبيرك


[١] . والعبارة فى مط: وإن سأل عنه خبّرته، بدل «وإن سئل عنه خبّر به» .
[٢] . فى مط: أن أخذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>