للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخالة وزيدان ومفلح خمسة وثلاثين ألف دينار. وفى ثمن بغال ودوابّ وجمال وخدم وغلمان عشرة آلاف دينار.

وفيما يحتاج إلى إنفاقه وصرفه إلى من برسم [١] دار الوزارة من خلفاء الحجّاب والبوّابين وأصحاب الرسائل وإنزال الفرسان والرجّالة عشرين ألف دينار.» فقال فى الجواب:

- «هذا عمل صحيح وليس كلّ ما أنفقته كتبته فقد كنت أصوغ لحرمي وأولادى وأنفق نفقات أسترها عن كاتبي وما سرقت ولا خنت.» فقال له علىّ بن عيسى:

- «ما يقول أحد أنّك سرقت أو خنت ولكنّك أضعت وأسأت التدبير ودخلت فيما لا تحسنه ولو أخذت أضعاف ما أخرجناه وعليك لما ناظرك أمير المؤمنين فيه لا سيّما وهو منسوب إلى أرزاقك وإقطاعك ونفقات معروفة لك، وكيف نناظرك فى ذلك وما نعيش [٢٦٤] ولا أحد من كتّاب أمير المؤمنين إلّا فى نعمته وإحسانه ولنا ضياع استفدناها فى خدمته وخدمة أسلافه رضى الله عنهم.» ولم يزل يرفق به إلى أن أخذ خطّه بأربعين ألف دينار يؤدّيها فى مدّة أربعين يوما بعد أن حلف إنّه لا يتّجه له حيلة فى غيرها، وسلّم علىّ بن عيسى رقعته بها إلى مفلح وقال له:

- «تعرضها على أمير المؤمنين وتقول: إنّ هذا وإن كان قد غرّ [٢] من نفسه وأضاع وأهمل فقد تحرّم بخدمة أمير المؤمنين وحلف بأيمان بيعته على أنّه غاية ما يقدر عليه وليس له ذنب وإنّما الذنب لمن غرّك منه ولم ينصحك


[١] . فى مط: يرسم.
[٢] . فى مط: غيّر من نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>