للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ويحك كيف أحارب رجلا هو صاحب الإمام وعدّة من عدده؟» فقال له:

- «فإن أراد هو حربك أى شيء تعمل؟» فقال له:

- «ليس لهذا أصل، وقد ورد عليه كتاب الإمام من القيروان بأن لا يطأ بلدا [١] أكون فيه ولا يحاربني بوجه ولا بسبب.» وإنّه ختم القول بأن قال:

- «إنّى إنّما انتظر أن يقبض رجالي بأسرهم أموال سنة أربع عشرة وثلاثمائة فإذا قووا بذلك منعت أوّلا من أعمال واسط والكوفة وسقى الفرات وأنفذت إليها العمّال، فلا بدّ للسلطان أن ينكر حينئذ ما أفعله فأكاشفه وأخطب للإمام وأظهر [٢٨١] الدعوة وأسير إلى بغداد، فإنّ من بها من الجند قوم يجرون مجرى النساء قد ألفوا الدور على دجلة والشراب والثلج والخيش [٢] والمغنيات فآخذ نعمهم وأموالهم ولا أدع الهجري يفوز بالاسم وأكون أنا سائق الدولة إلى الأمام، فإنّ أبا مسلم خرّاز النعال لم يكن له أصل وقد بلغ ما بلغ ولم يكن معه لمّا ارتفع النصف ممّن معى. وما هو إلّا أن أظهر الدعوة حتّى قد اجتمع مائة ألف ضارب سيف.» ويقول محمّد بن خلف:

- «قد صدقت أمير المؤمنين عن هذا الأمر، فإن ولّانى الوزارة انقمع ابن أبى الساج وبطل عليه تدبيره وأخبّب [٣] حينئذ رجاله وغلمانه: فإمّا أسروه


[١] . وفى مط: وقد ورد عليه كتاب ابن المعتز ولا يطأ بلدا» بدل «وقد ورد عليه كتاب الإمام من القيروان بأن لا يطأ بلدا» .
[٢] . الخيش: الرجل الدنىّ.
[٣] . خبّبه: خدعه وأفسده. يقال: «خبّب على فلان صديقه» أى أفسده عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>