للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجتمع عبد الله بن علىّ والحسن بن هارون على التدبير على محمّد بن خلف ونصبا عليه أصحاب الأخبار إلى أن وقفا [٢٨٣] على ما عمله فى السعى فى تقلّد الوزارة للمقتدر وسعايته بصاحبه. فاطلع عبد الله بن علىّ ابن أبى الساج على ذلك وتقرّب إليه فنصب يوسف بن أبى الساج أصحاب أخبار على محمّد بن خلف إلى أن وقف على أنّ خادما له يثق به قد أنفذه دفعات إلى بغداد وأظهر أنّه إنّما ينفذه لابتياع كسوة وفرش ودوابّ وغلمان له وأنّه هو السفير بينه وبين نصر الحاجب فى التدبير على ابن أبى الساج فتقدّم ابن أبى الساج إلى عبد الله بن علىّ فى أخذ الطرق على هذا الخادم وإلى الحسن بن هارون بمراعاة الوقت الذي ينفذ فيه الخادم. فلمّا نفذ من واسط عرّفه الحسن ذاك فوجّه بثقاته وأمرهم أن يرصدوا الخادم فى الطريق، فإذا عاد من بغدا قبضوا عليه وسلّموه إلى صاحب عبد الله بن علىّ بجرجرايا.

وتقدّم إلى عبد الله بن علىّ بأن يوجّه بمن ينتظره بجرجرايا وأنفذت الكتب التي معه إلى ابن أبى الساج فوجدها بخطّ كاتب نصر جوابات عن كتب محمّد بن خلف إليه تدلّ على إشارات ورموز وتراجم وفيها كلّ مكروه وسعى على دم [١] ابن أبى الساج وحاله وإطماع فى ماله وحاله [٢٨٤] وتحذير من تأخّر القبض على علىّ بن عيسى. فبادر ابن أبى الساج فى إنفاذ الحسن بن هارون إلى الحضرة بكتب ورسائل إلى علىّ بن عيسى على رسمه ووجّه بتلك الكتب بعينها وقال له:

- «تقول للوزير عنّى: قد سعى هذا الرجل على دمى ودمك ودماء أصحابك وأريد أن أقبض عليه وأكثر ذنوبه عندي سعيه عليك.» فلمّا وقف علىّ بن عيسى على جميع كتبه ورسائله تعجّب وقال له:


[١] . فى مط: ذم (بالذال المعجمة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>