للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

- «من هؤلاء الكلاب؟ هؤلاء بعد ساعة فى يدي.» وتقدّم بأن يكتب كتاب الفتح قبل اللقاء تهاونا به وزحف كلّ واحد منهما إلى صاحبه.

فلمّا سمع الهجري صوت البوقات والدّبادب والزّعقات عن عسكر ابن أبى الساج- وكانت عظيمة جدّا- التفت رجل منهم إلى رفيق له وهو يسايره فقال له:

- «ما هذا الزجل؟» فقال له رفيقه: «فشل.» فقال له: «أجل.» ما زاده لفظة.

ورسم عسكر أبى طاهر أن لا تكون فيه بوقات ولا دبادب ولا صياح.

وعبّأ ابن أبى الساج رجاله وانفرد هو مع غلمانه على عادة له فى الحرب وكان ابتداء الحرب بينهما مذ ضحوة نهار يوم السبت إلى وقت غروب [٢٩١] الشمس. وما قصّر ابن أبى الساج فى الثبات وأثخن أصحاب أبى طاهر بالنشّاب وجرح منهم خلقا.

فلمّا رأى أبو طاهر ذلك وكان واقفا فى عمّاريّة له مع من يثق به من أصحابه نحو مائتي فارس بالقرب من حيطان الحيز نزل من العمّاريّة فركب فرسا له وحمل بنفسه مع ثقاته وحمل يوسف بنفسه وغلمانه عليه واشتبكت الحرب بينهما فأسر ابن أبى الساج آخر النهار وبه ضربة على جبينه بعد أن اجتهد به غلمانه أن ينصرف فامتنع عليهم وحصل أسيرا فى يد أبى طاهر مع جماعة من غلمانه بعد أن قتل من أصحابه عدد كثير وانهزم الباقون.

ولمّا أسر يوسف وقت المغرب حمل إلى معسكر أبى طاهر وضربت له خيمة وفرش له فيها ووكّل به وأحضر رجل معالج يعرف بابن السبيعي. فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>