وكانت عليه جبّة صوف مصرى فأعطاه إيّاها فلبسها وركب دابّة الغلام وترك القاهر مع الخدم وقال:
- «يا مولاي قف بمكانك حتّى أعود إليك.» فلم يطل أبو الهيجاء حتّى عاد فقال له القاهر:
- «ما وراءك؟» فقال: «صرت إلى باب النوبى [١] فلقيني جعفر البوّاب فقلت له:
- «افتح الباب.» فقال: «لا يمكنني لأنّ وراءه من الرجّالة والجيش من لا يحصى لأنّه قد جيء برأس نازوك إلى ها هنا.» ثمّ قال للقاهر:
- «هذا أمر من السماء فعد بنا.» ودخلا الفردوس فجالا فيه ثمّ خرجا إلى القرب من القلّاية ثمّ دخلا الصحن الحسنى الصغير ثمّ دخلا إلى دار الأترجّة وخفّ من معهما من الخدم وتأخّر هناك فائق وجه القصعة وقال لمن وقف بوقوفه من الخدم:
- «ادخلوا إليهما فافرغوا من عدوّ مولاكم.» فدخل نحو عشرة منهم بعضهم بقسىّ وبعضهم [٣٢٤] بدبابيس. فلمّا رآهم أبو الهيجاء صاح بهم وجرّد سيفه ونزع الجبّة الصوف التي كانت عليه، فلفّها على يده وأسرع نحوهم فانجفلوا من بين يديه ودهشوا وسقط بعضهم فى البركة وغشيهم فرموه ضرورة، فرجع ودخل بيت ساج فى بستان دار الأترجّة. فلمّا حصل فى البيت خرج من كان فى البركة من الخدم وصاروا إلى قرب البيت وأحسّ بهم فخرج إليهم بسيفه فولّوا بين يديه إلى جانب من