الصحن وفتحوا بابا من زاوية هذا الصحن فدخل منه خمارجويه [١] أحد أكابر الغلمان بسيفين ودرقتين وأقبل على الخدم وقال لهم:
- «أين هو يا أصحابنا؟» فقالوا:
- «هو فى البيت الساج.» فقال لهم:
- «تحرّشوا به حتّى يخرج.» فشتموه فخرج كالجمل الهائج وقال:
- «يا آل تغلب أأقتل بين الحيطان، أين الكميت أين الدهماء؟» فرماه خمارجويه بسهم أصابه تحت ثديه وأتبعه بسهم آخر فأصاب ترقوته ورماه بسهم ثالث وقد اضطرب فشكّ فخذيه.
قال بشرى وهو الحاكي لهذه الصورة عن مشاهدة: فقد رأيت أبا الهيجاء وقد ضرب السهم الذي [٣٢٥] شكّ فخذيه فقطعه وجذب السهم الذي أصابه تحت ثديه فانتزعه ورمى به ومضى نحو البيت فسقط قبل أن يصل إليه على وجهه فأسرع إليه أحد الأسودين فضرب يده اليمنى فقطعها وفيها السيف وأخذ السيف وغشيه الأسود الآخر فحزّ رأسه فأسرع بعض الخدم فأنتزع الرأس من يد الأسود ومضى مبادرا به.
وكان الرجّالة لما انتهوا إلى دار مونس وسمع زعقاتهم قال: