للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخويه وقال:

- «هذه نعمة يلزمني فيها الشرك والصدقة والوفاء بالنذر ولكن هذا خطّ أمير المؤمنين إلىّ بما رسمه وأريد خطّا مثله بما ينقضه.» فتغيّرت وجوه الأخوة من ذلك واضطربوا حتّى ظهر على وجوههم ما فى قلوبهم ثمّ أخذوا فى مداراته ومسألته الرفق. [٣٣٦] فلمّا كان من الغد شغّب الرجّالة بالأهواز تعصّبا لهم وقالوا:

- «لا بدّ من إطلاقهم.» وحملوا السلاح وكان مع أحمد بن نصر طوائف من البصريّة وعدّة كثيرة من السودان والغلمان والحجريّة فجمعهم ثمّ حلف بالطلاق أنّه إن هجم على داره أحد منهم قتلهم وأخذ رؤوس الثلاثة وحملها إلى الخليفة. وقال:

- «هذا كتاب مزوّر وإلّا فلم لا يقع [١] تثبّت وإنّما ضرّبتم علىّ الرجّالة وراسلتموهم فى حمل السلاح وأخذكم من منزلي لئلّا [٢] يظهر ما زوّرتموه وتتعجّلون الخروج والهرب.» فلمّا رأوا المصدوقة اعتذروا ووضعوا جنوبهم له وأرسلوا الرجّالة فى الانصراف بعد أن حلفوا أنّهم تبرّعوا بالتعصّب لهم وأقاموا بمكانهم.

ووافى بعد عشرة أيّام ابن موسى دانجو بتوقيع مثل ذلك التوقيع وذلك الخطّ فتسلّمهم وحملهم وعلم أنّهم كانوا زوّروا واحتالوا وتأكّدت الوحشة بينهم وبين أحمد بن نصر القشوري ولم يزالوا عليها حتّى فرّق بينهم الدهر.

ولمّا ورد البريدون الحضرة نوظروا على المصادرة فقال أبو زكريا يحيى بن سعيد السوسي وكان فى الوقت عدوّا لهم:

- «بكرت إلى أبى جعفر محمّد بن القاسم الكرخي وقلت له: الأهواز


[١] . فى مط: لا يقلع، بدل «لا يقع» .
[٢] . فى مط: ليلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>