للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «أفضل جار.» قال: «قد بدت لنا إليك حاجة.» قال الراهب: «الملك أجلّ من أن يكون له حاجة إلى مثلي، ولكن عندي بذل نفسي في الذي يأمر به الملك.» قال كسرى: «تحمل لى كتابا إلى فلان صاحبي؟» قال: «نعم.» قال كسرى: «فإنّك تجتاز بأصحابك النصارى، فأخفه.» قال: «نعم.» فلمّا ولّى عنه الراهب قال له كسرى:

- «أعلمت ما في الكتاب؟» قال: «لا.» قال: «فلا تحمله حتّى تعلم ما فيه.» فلمّا قرأه أدخله في جيبه ثمّ مضى.

فلمّا صار في عسكر الروم ونظر إلى الصلبان والقسيسين وضجيجهم بالتقديس والصلوات احترق قلبه لهم وأشفق ممّا خاف أن يقع بهم. وقال في نفسه:

- «أنا شرّ الناس إن حملت بيدي حتف النصرانية، وهلاك هؤلاء الخلق.» فصاح: «أنا لم يحمّلنى كسرى رسالة ولا معى كتاب.» فأخذوه ووجدوا الكتاب معه.

وقد كان كسرى وجّه رسولا قبل ذلك اختصر الطريق حتّى مرّ بعسكر الروم وكأنّه رسول إلى كسرى [٢٦١] من صاحبه الذي طابق [١] ملك الروم ومعه كتاب


[١] . طابق: وافق، عاون.

<<  <  ج: ص:  >  >>