للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعلمنى أنّه دخل إليه وفى مجلسه جماعة فرفعه عليهم فأجلسه إلى جانبه وأقبل عليه يحدّثه ثمّ استدناه وسأله سرّا عن خبر الحسين بن القاسم واستمع رسالته وقال:

- «تقرأ عليه سلامي وتعرّفه تكفّلى بأمره وقيامي به.» وكلاما فى هذا المعنى، وأن ينفذ إليه رقعة [١] ليوصلها وينوب معه.

قال لى أبو بشر: وانصرفت وأنا فى نهاية قوّة النفس والثقة بالله عزّ وجلّ وبتمام ما يسفر فيه. فأعلمت الحسين أنّ الرجل قد صدق فيما ذكره وقد بان لنا أثره.

قال: [٣٥١] ثمّ إنّ الدانيالى طالبني بالمكافأة فطيّبت نفسه واستمهلته إلى أن تقلّد الحسين الوزارة فأذكرته حقّ الرجل فقلّده الحسبة ببغداد وأجرى له مائة دينار فى كلّ شهر واختصّ به وكان يحضر مجلسه فيجلسه إلى جانب مسورته. ثمّ مضت أيّام فقال:

- «لا يقنعني ما أجرى لى.» وسأله زيادة. فكلّمت الحسين بن القاسم فى أمره فأجرى له مائة دينار أخرى تسبّب برسم الفقهاء.

وكان ما ذكرته من حديث الدانيالى من أوكد الأسباب فى تقليد الحسين الوزارة مع كثرة الكارهين له والمعارضين فى أمره.

وانضاف إلى هذا الخبر [٢] الذي أخبر به أبو القاسم ابن الزنجي أنّ الكلوذانى عمل عملا لما يحتاج إليه من مهمّ النفقات وأخذ خطّ صاحبي ديوان الجيش والنفقات بأعمال أخر مفردة عملوها لما يحتاج إليه بزيادة


[١] . فى مط: رقاعة، والأصل مطموس غير واضح بعد الحرف الثاني.
[٢] . والعبارة فى مط: وأيضا فهذا الخبر الذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>