للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل يفثأه [١] عن رأيه [٣٧٧] ويشير بأن يخرج بنفسه إلى المعسكر حتّى يراه الناس ويقاتلون وقال له:

- «إن رآك رجال مونس وأحجموا عن محاربتك.» فقال له المقتدر:

- «أنت والله رسول إبليس.» ثمّ أمر هارون على لسان الوزير الفضل بن جعفر أن يخرج ووبّخه فمضى إليه ووافقه [٢] على أن يخرج يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوّال إلى دار السلطان.

وركب المقتدر وهم معه وعليه البردة التي توارثها الخلفاء وبيده القضيب وبين يديه الأمير أبو علىّ بن المقتدر والأنصار ومعهم المصاحف المنشورة والقرّاء يقرأون القرآن وحوله جميع رجاله بالسلاح وخلفه جميع القوّاد مع الوزير واشتقّ بغداد إلى الشمّاسيّة وكثر دعاء الناس له جدّا وسار فى الشارع الأعظم إلى المعسكر، فلمّا وصل إليه أشير عليه أن يقوم إلى موضع عال بعيد عن موضع الحرب.

واشتدّت الحرب بين أصحاب مونس وأصحاب المقتدر بالله وكان مونس مقيما بالراشديّة لم يحضر الحرب وثبت محمّد بن ياقوت وهارون بن غريب واشتبكت الحرب، وصار أبو العلاء سعيد بن حمدان إلى المقتدر بالله برسالة هارون بن غريب ومحمّد بن ياقوت بأن يحضر الحرب. وقال له:

- «إنّ [٣٧٨] رآك أصحاب مونس استأمنوا.» فلم يبرح من موضعه ومضى أبو العلاء ووافاه صافى البصري فقال له مثل هذا القول فلم يسمع منه.


[١] . فى مط: هناه (كذا) .
[٢] . فى الأصل: واقفه (بتقديم القاف) . وفى مط ومد: وافقه (بتقديم الفاء) .

<<  <  ج: ص:  >  >>