للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضمّنهم من أبى علىّ ابن مقلة بستمائة ألف دينار على أن يستوفى له من جماعتهم ما قدّمه عنهم ويردّه عليه. فلمّا حصلوا فى يد محمّد بن خلف استخرج من أبى عبد الله وأخويه عشرين ألف دينار وأنفذ قبض بعض الصيارف بدرب عون إلى أبى بكر ابن قرابة بها وجعل ذلك من دينه عليهم وجدّ بهم.

واستسلم له أبو يوسف وأبو الحسين ولحقهما منه مكاره عظيمة وأطمعه أبو عبد الله إطماعا لم يصحّ ورفق به. فلمّا كان فى اليوم الثالث ركب محمّد بن خلف إلى أبى علىّ ابن مقلة فقال له أبو علىّ:

- «يا أبا عبد الله غررتنا والقوم فى يدك فنفذت مخاريقهم عليك وذهبت بريحك.» فخجل محمّد واغتاظ وقال:

- «قد حملت من جهتهم عشرين ألف دينار وإنّما ضمنت المال فى مدّة ثلاثة أشهر فأىّ عتب للوزير علىّ حتّى يخاطبني بهذا الخطاب البشع.» فقال الوزير:

- «ما سمعت بهذا إلّا منك فإلى من سلّمت المال؟» قال:- «إلى ابن قرابة.» فدعا بابن قرابة وسأله [١] عمّا ذكر محمّد بن خلف فقال:

- «أنفذ أيّها الوزير هذا الخط وو الله ما قبضت [٣٩٥] ماله من الصيرفي وزعم أنّه من دين لى عليهم ولو قال إنّه من الحمل لأنهيت حاله فى الوقت وإذ قد بدا له فها هي الرقعة بارك الله له فيها.» وسلّمهما إلى محمّد بن خلف فقال محمّد:


[١] . كذا فى الأصل ومط: وسأله. والمثبت فى مد: وهنّأ له، خلافا للأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>