فبادر بالخبر ابن الجعفري إلى ابن مقلة فقال ابن مقلة:
- «لا يجوز أن يكون بعد هذا شيء.» وقال مونس المظفّر لابن مقلة:
- «أىّ طريق على رجل لم يعمل عملا منذ آخر سنة تسع وتسعين ومائتين؟» فأخذه ابن مقلة وسلّمه إلى حاجبه وأمره أن يعتقله. فأقام فيه يومين وحضر أبو يوسف البريدي فشكا إليه ابن مقلة ما أقام عليه أبو الخطّاب من التجلّد ووسّطه بينه وبينه. فصار إليه أبو يوسف وقرّر أمره على عشرة آلاف دينار فحلف أبو الخطّاب ألّا يؤدّى منها درهما ولو قتل أو يطلق إلى منزله.
فوجّه إليه ابن مقلة بخلعة من ثيابه وحمله على دابّة بمركب واستدعاه ووثب إليه حتّى كاد أن يقوم له ثمّ قال له:
- «كثّر على الخليفة فى أمرك وعزيز علىّ ما لحقك فامض مصاحبا إلى منزلك.» فانصرف وأدّى المال فى مدّة عشرة أيّام وأطلق ضياعه وأملاكه.
وأحضر ابن مقلة إسحاق بن إسماعيل وأخذ خطّه بأن يحمل [٤٠٣] فى كل شهر من شهور الأهلّة مثل ما كان يحمله إلى المقتدر بالله لخريطته على