للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلوه لمونس فقال لهم مونس:

- «لست أشكّ فى شرّ القاهر وقد أسرفتم فى الاستهانة وبه وأخطأتم فى تقليده الأمر فلا تعجلوا الآن وترفّقوا حتّى تؤنسوه ويأنس وينبسط إليكم ثمّ حينئذ تقبضون عليه.» فقال علىّ بن يلبق والحسن بن هارون:

- «الحجبة إلينا والدار فى أيدينا وما نحتاج أن نستعين بأحد فى القبض عليه لأنّه بمنزلة طائر فى قفص.» وعملوا على معاجلته.

فاتّفق أن ركب يلبق إلى الميدان فصدمه خادم له فسقط واعتلّ ولزم منزله وتمكّن علىّ بن يلبق من متابعة ابن مقلة وحسنوا الأمر عند مونس وهوّنوه عليه وعلى يلبق حتّى أذنا فيه. فلمّا كان يوم السبت سلخ رجب انصرف أبو علىّ ابن مقلة من دار السلطان واجتمع إليه كتّابه وأخوه ومن جرى عادته بمواكلته [٤١٦] وفيهم أبو بكر ابن قرابة فلمّا فرغ من طعامه التفت إلى أبى بكر ابن قرابة فقال له:

- «قد وافى صديقك القرمطى إلى الكوفة فى ثلاثة آلاف راحلة ومعه صاحبه فلان ودخل الكوفة ونادى بأنّه قد آمن الرعيّة سوى أصحاب المعروف بمحمّد المتلقّب بالقاهر.» فقال ابن قرابة:

- «أيّها الوزير هذا باطل لأنّ ابن بسر [١] الكوفي جارى واليوم كان عندي وقد وقعت عليه أطيار بأخبار السلامة.» فقال أبو علىّ:


[١] . كذا فى الأصل: بسر. وفى مط: بشير.

<<  <  ج: ص:  >  >>