- «سبحان الله أنت وابن بسر أعرف من صاحب المعونة بالكوفة وقد سقط من عنده طائر على أبى الحسن ابن يلبق وقد جاءني سعيد بن حمدان ومعه رجل من الأعراب قد قتل نفسه وقطع عدّة من الأفراس فخبر عن معاينة ومشاهدة.» وكان ابن مقلة قد واطأ سعيد بن حمدان على ذلك. ثمّ دعا بالدواة وثلث قرطاس وكتب بخطّه إلى القاهر رقعة يقول فيها:
«إنّ القرمطى الهجري المعروف بأبى طاهر قد وافى الكوفة فى ثلاثة آلاف راحلة فنزلها وسقط علىّ من عامل الخراج وعلى علىّ بن يلبق من عامل المعونة طائران بكتابين بتاريخ يومنا هذا بنزوله ونزول أصحابه بها وأنّى أنا ويلبق سترنا ذلك عن القوّاد [٤١٧] والجند وخواصّ الدولة لئلّا يذيع الخبر وتضعف قلوب الأولياء وقد اتفقت مع مونس على إخراج علىّ بن يلبق مع أكثر قوّاده وقوّاد أبيه إلى نواحي الكوفة ليدفع القرمطى عن الرحيل منها إلى بغداد وهو يخرج فى سحر غد مارّا إلى صرصر من حيث لا يضرب بباب بغداد مضربا حتّى يلحق به الرجال. وقد وجّه النقباء فى عشية يومنا وقد واقفت علىّ بن يلبق على الرواح إلى دار مولانا أمير المؤمنين ليصل إليه ويودّعه وعملت على التأخّر لئلّا يشيع الخبر بحضوري فى غير وقت حضور مثلي الدار ويفسد التدبير فى خروج علىّ بن يلبق بكرة غد، وأنهيت ذلك إلى أمير المؤمنين ليقف عليه ويسكن إلى ما دبّرته وينعم بإيصال علىّ بن يلبق إذا حضر