فتح عنه الباب وطالبه بخاتمه فسلّمه وكان فصّه ياقوتا أحمر وعليه منقوش:
- «بالله محمّد الإمام القاهر بالله أمير المؤمنين يثق.» وصار به إلى الراضي فأمر أن يسلّم إلى حاذق من حذّاق الخزانة ليمحو ذلك النقش منه، ففعل ذلك ونقش له خاتم آخر عليه:
- «الراضي بالله» وتقدّم علىّ بن عيسى بأن يحضر القاضي أبو الحسين عمر بن محمّد، والقاضي أبو محمّد ابن أبى الشوارب، والقاضي أبو طالب البهلول، وجماعة من الشهود وممّن يقرّب من دار السلطان فحضروا. فحكى القاضي أبو الحسن محمّد بن صالح الهاشمي ابن أمّ شيبان أنّه لمّا استدعى القاضي أبو الحسين عند القبض على القاهر بالله وجم جميع أطرافه وأخذ معه خمسين دينارا فى حجزة سراويله استظهارا واستخلفه فى داره ومضى وانصرف بعد أن مضى أكثر الليل إلى [٤٥٥] منزله قال: فقال لى:
- «أنا أعرف ضيق صدرك وتطلّعك إلى معرفة [١] حديثنا فاسمعه: اعلم أنّى مضيت فأدخلت إلى حجرة فيها القاهر بالله ومعى ثلاثة من الشهود وطريف السبكرى. فقال له طريف: تقول يا سيّدى.» وكرّر ذلك دفعات. فقال له:
- «اصبر.» ثمّ التفت إلىّ فقال:
- «ألست تعرفني؟» فقلت: «بلى.» فقال: «أنا أبو منصور محمّد بن المعتضد بالله رحمة الله عليه ثمّ القاهر