للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالله بيعتي فى عنقك وأعناق أهلى وسائر الأولياء ولست أبرّئكم منها ولا أحلّكم [١] بوجه ولا سبب، فانهضوا.» فقمنا فلمّا بعدنا عذلت طريفا ولمته ملاما كثيرا وقلت:

- «أىّ رأى كان إحضارنا إلى رجل لم يوطّأ ولم يؤخذ خطّه ويشهد عليه الكتّاب والجند؟ كان ينبغي أن تقدّم ذلك ثمّ تحضرنا له.» وعدل بنا إلى علىّ بن عيسى فسألنا عمّا جرى فحدّثناه به فقطّب وجهه ثمّ قال:

- «يخلع ولا يفكّر فيه فإنّ أفعاله مشهورة وأعماله معروفة وما يستحقّه غير خاف.» فقلت له:

- «بنا لا تعقد الدول وإنّما يتمّ بأصحاب السيوف ونصلح نحن ونراد لشهادة واستيثاق وقد سمعت من الرجل ما حدّثتك به ولم يكن الرأى أن يجمع بيننا وبينه إلّا بعد إحكام أمره.» [٤٥٦] فتغاضب وحضر وقت الصلاة فقمنا.

فقال القاضي أبو الحسن محمّد بن صالح:

فسمعت ذلك منه وبكّرنا إلى دار السلطان فقيل له: إنّ القاهر سمل البارحة. فلمّا حضر أبو علىّ ابن مقلة استدعينا وكنت مع القاضي أبى الحسين وثلاثة من الشهود واجتمعنا بحضرة الراضي بالله فأومأ إلى مفلح الأسود فأحضر ثلاثة من إخوته فأجلسهم عن يمينه وأخرج أبو علىّ ابن مقلة قرطاسا من كمّه ونشره فاستحلفهم على البيعة ثمّ أومأ الراضي إلى مفلح إيماء ثانيا فأحضر اثنان آخران من إخوته فأجلسهما عن شماله وأخذت


[١] . فى مط: أحملكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>