للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيعة عليهما ثمّ أعطى أبو علىّ القرطاس القاضي أبا الحسين فأخذ عليه البيعة وكتبنا خطوطنا فى ذلك القرطاس على من بايع وانصرفنا.

وكان سيما أشار بسمل القاهر تلك الليلة فستر الراضي ذلك عن علىّ بن عيسى واستحضرا بختيشوع بن يحيى المتطبّب وسأله عمّن يحسن أن يسمل فذكر له رجلا فأحضره وسمل القاهر.

وما زال علىّ بن عيسى يوم الأربعاء إلى الليل يأخذ البيعة للراضى بالله على القضاة والقوّاد وكتّاب الدواوين والغلمان وطالبه الراضي أن يتقلّد الوزارة [٤٥٧] فامتنع وذكر أنّه لا يفي بالأمر، فأشار سيما بأبى على بن مقلة. قال:

- «هو يضمن أن يقوم بسائر الأمور.» فقال علىّ بن عيسى:

- «قد أشرت به على أمير المؤمنين وما يصلح للوقت غيره.» وكان علىّ بن عيسى يسأل فى الفضل بن جعفر فأطلق بمسألته ووقّع الراضي إلى أبى علىّ ابن مقلة [١] فبكّر يوم الخمسين لسبع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وحضر علىّ بن عيسى وأخوه عبد الرحمن ووقفا بين يديه يستحلفان من يحضر ويأخذان البيعة عليه وتأخّر الفضل بن جعفر والحسن [٢] بن هارون وخلع على أبى علىّ ابن مقلة خلع الوزارة وركب معه سيما وطريف السبكرى وسائر القوّاد والغلمان والخدم الخاصّة وظهر الحسن بن هارون وأبو بكر ابن قرابة وصاروا إلى أبى علىّ ابن مقلة ثمّ انصرفوا إلى منازلهم.

واستأنف أبو علىّ ابن مقلة سيرة حسنة وقال:

- «قد عاهدت الله فى استتاري ألّا أسىء إلى أحد ونذرت نذورا.»


[١] . فى التكملة: وهو فى دار ابن عبدوس الجهشيارى.
[٢] . فى مط: والحسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>