للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوفى وأطلق كلّ من كان فى حبس القاهر من كاتب وجندىّ وأطلق عيسى المتطبّب وإسحاق بن علىّ القنّائى وكان الراضي أنفذهم إليه. ثمّ تعقّب الرأى فى عيسى المتطبّب فصادره. [٤٥٨] وكان القاهر قد اعترف بوديعة أودعها إيّاه من العين والورق والطيب، فاستخرج كلّه منه. وسأل فى أمر أبى العبّاس الخصيبى فكتب له أمان وقّع الراضي فيه بخطّه وتسلّمه الوزير أبو علىّ وأنفذه فى درج رقعة [١] منه بخطّه إلى الخصيبى وخاطبه أجمل مخاطبة وظهر الخصيبى فقلّده دواوين الضياع الخاصّة والمستحدثة والعبّاسيّة والفراتيّة والمقبوضة عن أمّ موسى ونذير وشفيع اللؤللؤى وضياع المخالفين وضياع البرّ وضياع الجدّة والدة المقتدر وديوانى زمام المشرق والمغرب وأجرى عليه لنفسه سوى أرزاق كتّابه فى هذه الدواوين ألف دينار فى كلّ شهر وقلّد الراضي بدرا الخرشنى الشرطة بمدينة السلام.

ولمّا تقلّد الراضي الخلافة وردت كتب أبى جعفر الكرخي وأبى يوسف كاتب السيّدة بتخلصهما من الأهواز إلى نواحي دور الراسبي هاربين من محمّد بن رائق وكان بنو البريدي يستترون فى أنهار الأهواز نهر بعد نهر.

ووصل الخبر إلى ابن رائق وهو بالباسيان: أنّ القاهر خلع من الخلافة وتقلّدها الراضي بالله وأنّه قد ندب للحجبة. فرجع منكفئا إلى واسط ولم يدخل [٤٥٩] البصرة ورجع الكرخي إلى البصرة ثمّ عاد إلى غيلة [٢] بالأهواز فنظر وعمل إلى أن ضمّن ابن مقلة بنى البريدي أعمال الأهواز.


[١] . فى مط: رفعه، بدل «رقعة» .
[٢] . فى مط: عمله، بدل «غيلة» . وفى المراصد: والغيلة بكسر أوّله وسكون ثانيه: موضع فى شعر الأعشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>