للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحضرة فى خدمة السلطان وتدبير الأمور. وقبل شخوصه أطلق [٥٠٠] أبا الحسن علىّ بن عيسى وأخرجه إلى ضيعته بالصافية وأحلفه على أنّه لا يسعى فى مكروهه ولا يتكلّم فيه بما يقدح فى حاله ولا فيما يفسد أمره ولا يسعى فى الوزارة لنفسه ولا لغيره من سائر الناس. فحلف وخرج من وقته إلى الصافية.

ولمّا قرب الوزير أبو علىّ من الموصل رحل عنها أبو محمّد وتبعه الوزير إلى أن صعد جبل التنين ودخل بلد الزوزان فعاد حينئذ أبو علىّ إلى الموصل وأقام بها يستخرج مال البلد ويستسلف من التجّار المجهزين للدقيق مالا على أن يطلق لهم به غلّات البلد فاجتمع له من ذلك أربعمائة ألف دينار.

ولمّا طال مقام الوزير بالموصل احتال سهل بن هاشم كاتب أبى محمّد بن حمدان فبذل للوزير أبى الحسين ابن الوزير أبى علىّ عشرة آلاف دينار حتّى كتب إلى أبيه بأنّ الأمور بالحضرة قد اضطربت عليه وأنّه متى تأخّر وروده الحضرة لم يأمن حدوث [١] حادثة يبطل بها أمرهم.

فانزعج الوزير من ذلك وقلّد علىّ بن خلف بن طناب أعمال الخراج والضياع بالموصل وديار ربيعة وقلّد أعمال المعاون بها ماكرد الديلمي من الساجيّة وتقدّم بتوفية التجّار ما استسلفه منهم من المال، وانحدر [٥٠١] إلى الحضرة وخرج لتلقّيه الأمير أبو الفضل وأصحاب الدواوين والقوّاد ولقى الخليفة وانصرف إلى منزله وخلع عليه من الغد وعلى ابنه خلع منادمة وحمل إليهما ألطاف وشراب وطيب وبلّور.

وكان الوزير أبو علىّ كتب إلى الوزير ابنه قبل أن ينحدر من الموصل بإزالة التوكيل عن أبى الحسن علىّ بن عيسى وأن يكتب إليه أجمل خطاب


[١] . يوئس (يويس) : كذا فى الأصل. وفى مط: يونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>