ويخيّره بين الانصراف إلى مدينة السلام وبين المقام بالصافية، فكتب إليه الوزير أبو الحسين بذلك.
وكان السبب فيما كتب به الوزير أبو علىّ من ذلك أنّه كان كتب إلى أبى محمّد الحسن بن عبد الله بن حمدان كتابا يدعوه فيه إلى الطاعة ويبذل له الأمان فقبل الكتاب وقال للرسول:
- «ليس بيني وبين هذا الرجل عمل- يعنى ابن مقلة- ولا أقبل ضمانه لأنّه لا عهد له ولا وفاء ولا ذمّة ولا أسمع منه شيئا. اللهم إلّا أن يتوسّط أبو الحسن علىّ بن عيسى بيني وبينه ويضمن لى عنه فاسكن إلى ذلك وأقبله.» وكان أبو عبد الله أحمد بن على الكوفي مقيما بالحضرة فى وقت خروج أبى على ابن مقلة إلى الموصل ويلزم مجلس الوزير ابى الحسين يظهر له النصيحة والموالاة ويجتهد [٥٠٢] فى التخلّص منه والبعد عنه إلى أن ورد كتاب أبى عبد الله البريدي يوئس [١] فيه من حمل مال إلى الحضرة فى ذلك الوقت. فغلظ على الوزير أبى الحسين ذلك لأنّه كان أعدّ ما يحمله لوجوه فأقرأ أبا عبد الله الكوفي كتاب البريدي فاستعظم ما فيه وأشار بأن يخرج هو إلى الأهواز ليواقف البريدي على أمر الرجال الذين أحال بصرف المال إليهم ويعرضهم ويطلق ما يجب لهم ثمّ يحمل إلى الحضرة مالا عظيما ويحمل ساعة وصوله مائة ألف دينار.
فكتب الوزير أبو الحسين إلى أبى عبد الله البريدي بأنّه لا يقبل فى تأخّر المال عنه عذره وقد أحوجه إلى إنفاذ أبى عبد الله أحمد بن علىّ الكوفي لمواقفته على أمر المال ومطالبته بحمله ونفذ الكتاب وتبعه أحمد بن علىّ إلى الأهواز. فلمّا حصل عند أبى عبد الله البريدي لم يمكنه مخالفته على ما