للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد وكتب أنّه لم يتمكّن من عرض الرجال ولا المواقفة [١] على أمر المال، وأقام عنده إلى أن انظر أبو بكر ابن رائق فى الأمور بالحضرة.

واستوحش أبو عبد الله الكوفي من البريدي وخافه وأراد البعد منه وخاف بوادره فأطمعه فى إفساد أمر الحسين بن علىّ النوبختي [٥٠٣] مع ابن رائق.

وكان الحسين بن علىّ من أعدى الناس للبريديين فقبل منه وأطلقه وواقفه على ما يعمل به ويبذله من المال لإزالة أمر الحسين بن علىّ النوبختي. وكان أبو عبد الله الكوفي عند مقامه عند أبى عبد الله البريدي يصغّر [٢] فى نفسه أمر الحضرة ويصف له إدبارها بسوء تدبير ابن مقلة وإبطاله مال واسط والبصرة بابن رائق وبإيقاعه ببني ياقوت وما دبّر فى أمر الحسن ابن عبد الله بن حمدان وباجتثاثه أصل الخلافة دفعة واحدة وقال فى ذلك وأكثر وقال فى عرض ذلك:

- «هو الذي جرّأ الغلمان الحجريّة على ابن ياقوت فهم بعد أشدّ جرأة عليه وأنّ هلاكه ليس يبعد.» فوقع ذلك من البريدي أحسن موقع واختصّ الكوفي ولم يستكتبه بل كان يشاوره ويكرمه ويعاشره.

فذكر أبو الفرج ابن أبى هشام أنّ أبا عبد الله الكوفي قال له بواسط فى أيّام سيف الدولة:

- «ما مرّ لى عيش أطيب من عيشي مع البريدي فإنّى أقمت عنده نحو سنة غير متصرّف ولا داخل تحت تبعة ولا تعب بنظر فى عمل ولقد عاشرنى أجمل عشرة ووصل إلىّ منه عينا وورقا ومن [٥٠٤] قيمة العروض التي أنفذها إلىّ خمسة وثلاثون ألف دينار ولم أخرج من الأهواز إلّا وأنا متقلّد


[١] . فى مط: الموافقة.
[٢] . فى مط: يضع، بدل «يصغّر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>