كتابة ابن رائق وقد كفيت أمر ابن مقلة بالقبض عليه وكان غير مأمون.
والحمد لله الذي لم يخرجه من الدنيا حتّى دمّر عليه كتدميره على الدنيا.
ألحق الله ابنه به فإنّه شرّ منه لأنّ ما كان فى أبيه فهو فيه من وقاحة وقساوة وخسّة وكان الأب على عيوبه ربّما رحم وأكرم على حاشيته وأهل داره دون الغرباء ولكنّ هذا ناصر الدولة مجتهد فى أن يغرّه ويحصّله وإن حصل رجوت أن يسمله، فإنّ فى نفسه عليه وعلى ابنه العظائم.» وأطلق الكوفي لسانه بهذا كلّه فى مجلسه وليس بين يديه غيرى وغير أبى علىّ ابن صفيّة كاتبه النصراني.
وأظهر أبو عبد الله البريدي بالأهواز كتابا من أبى علىّ ابن مقلة بخطّة إليه يقول فيه:
- «الويل للكوفىّ العاضّ [١] منّى أنفذته ليصلحك لى فأفسدك علىّ وأطمعك وأصغيت بالشره إليه والله لأقطعنّ يديه ورجليه فأمّا أنت فأرجو ألّا تصرّ على كفر نعمتي وإحسانى إليك وأنت تنيب [٥٠٥] بك الرؤية إلى رعاية حقوق اصطناعى لك فترضينى من نفسك وتعينني فى مثل هذه الحالة الصعبة التي لم يدفع من جلس مجلسي فى دولة من الدول إلى مثلها وأن تجيرني ممّا قد أظلّنى بمال تحمله فتحفظ به نعمتك التي إحداهما فى يدي والأخرى فى يدك إن شاء الله.» ولمّا انحدر أبو علىّ ابن مقلة من الموصل عاد أبو محمّد عن الزوزان إليها وحارب ماكرد الديلمي وانهزم الحسن بن عبد الله ثمّ عاود محاربته وكانت الوقعة بينهما على باب الروم من أبواب نصيبين فانهزم ماكرد إلى الرقّة وانحدر منها فى الفرات إلى بغداد وانحدر علىّ بن خلف بن طناب وتمكّن
[١] . كذا فى الأصل: العاضّ. فى مد: الغاضّ. وفى مط: العاصي.