للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كثرة عددهم حتّى [٥٢٨] كادت البريديّة تنهزم.

وجاءت [١] الظهر وقد بلغت القلوب الحناجر فطلع الكمين وهم ثلاثة آلاف رجل جامّين [٢] . فأبلس ياقوت وقال:

- «لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم.» وأومأ مونس أن يقصدهم ويكفيه إيّاهم فعدل مونس مع ثلاثمائة رجل إليهم وبقي ياقوت فى خمسمائة رجل فما مضت ساعة حتّى وافى منهزما فرمى ياقوت نفسه من دابّته ونزع سلاحه وما عليه من ثيابه حتّى بقي بسراويل وقميص سينيزىّ. ثمّ أوى إلى رباط يعرف برباط الحسين بن دبار فاستند إليه ولو دخل الرباط واستتر فيه لانستر أمره ولجنّه الليل ولجاز أن يسلم.

فجلس بحيث ذكرت وهو بقرب ناعورة السبيل وغطّى وجهه ومدّ يده يسأله ليقدّر فيه أنّه من أرباب النعم افتقر وهو يطلب هديّة [٣] فركب إليه قوم من البربر ورأوه بهذه الصورة فطلبوه بكشف وجهه فامتنع وأومأ إليه أحدهم بمزراق فقال:

- «أنا ياقوت احملونى إلى البريدي.» فاجتمعوا عليه وحزّوا رأسه وانهزم مونس ومشرق وآذريون إلى تستر واتّبعهم الأعراب والبربر فأسروهم وردّوهم. وأطلق أبو جعفر الجمال طائرا بالخبر إلى البريدي يستأذن [٥٢٩] فى رأس ياقوت. فردّ إليه فى الجواب مع غلام يركض بأن يجمع الرأس والجثّة ويدفن الجميع فى الموضع الذي قتل فيه.


[١] . وجاءت: كذا فى الأصل ومط.
[٢] . كذا فى الأصل: جامّين. وفى مط: حامين.
[٣] . فى مط: صدقة، بدل «هديّة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>