الحضرة وعمّك ذاهب فإن سألك فعرّفه أنّه ميّت لا محالة. فإنى أعود إليه وأناجزه فيخلع عليك قبل أن يطمع فيها غيرك.» فاغترّ [١] علىّ بن أحمد وسأله محمّد بن رائق من غد بعد أن أخلى نفسه عن خبر عمّه. فكان جوابه أن بكى وقال:
- «أعظم الله أجرك أيّها الأمير فى أبى عبد الله عدّه من الأموات.» ثمّ لطم وجهه. فقال ابن رائق:
- «لا حول ولا قوّة إلّا بالله أعزز علىّ به، لو فدى حىّ ميّتا لفديته بملكي كلّه.» واستدعى ابن مقاتل فقال له:
- «كان الحقّ معك قد يئسنا من الحسين بن علىّ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، فأىّ شيء نعمل؟» فقال: «هذا أبو عبد الله أحمد بن علىّ الكوفي نظير الحسين بن علىّ وكانا صنيعتي إسحاق بن إسماعيل النوبختي، هو فى نهاية الثقة والعفاف وهو خصيص بأبى عبد الله البريدي وإن أنت استكتبته اجتمعت لك كفاية إلى عفافه واستقصائه وانضاف إلى ذلك كلّه حصول أولئك فى جملتهم وانقطاعهم [٥٤٩] إليك ونعتدّ على أبى عبد الله أنّا قد أجبناه إلى ما سأل من كتابتك واستخلفنا صاحبه أبا عبد الله الكوفي.» فقال: «استخر الله وافعل ولكن عهدة أبى عبد الله الكوفي عليك ألّا يغشّنى ويؤثر البريدي فى حال من الأحوال.» فقال: «أنا الضامن عن أبى عبد الله الكوفي كلّ ما شرطه الأمير.» فاستكتبه فدبّر الأمور كلّها كما كان يدبّرها الحسين بن علىّ وأسقط من