للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤسائهم وازداد من عدّة الديلم واستظهر بهم.

وكان يتولّى [١] وزارته أبو القاسم علىّ بن جعفر وكان من كتّاب أذربيجان وكثرت سعاية أعدائه به. فأخافه ديسم وأوحشه حتى هرب منه إلى الطرم ليعتصم بمحمّد بن مسافر فوافق وصوله إليه الوقت الذي استوحش فيه ابناه منه: وهسوذان والمرزبان، وملكا عليه قلعته المعروفة بسميران [٢] وكان السبب فى وحشتهما قبح سيرته وسوء معاملته لأهل بيته وقبضه عليهم لغير ذنب كبير وذلك لشرّ كان فى طبعه. وكان استوحش منه وهسوذان فصار إلى أخيه المرزبان وكان فى قلعة من قلاع أبيه بالطرم فعلم محمّد بن مسافر أنّه لا يتمكن من القبض عليه إلّا بعد أن يفرّق بينه وبين أخيه فكتب إلى المرزبان يستدعيه فقال وهسوذان له:

- «انى لا أقيم فى القلعة بعدك.» وأعلمه أنّه إن [٦٦] فارقه تمكّن منه وقبض عليه فقال له المرزبان:

- «فاخرج معى.» فلمّا صاروا فى بعض الطريق ظفرا برسول لأبيهما كان أنفذه سرّا إلى المقيمين فى القلعة يأمرهم إذا خرج المرزبان أن يقبضوا على وهسوذان والاحتياط عليه وعلى القلعة. فعجبا من ذلك وجمعهما الاستيحاش من أبيهما، فوصلا إلى قلعة أبيهما وقد خرج أبوهما إلى قلعة أخرى، فعرّفا أمّهما خراسوية ما كتب أبو هما فيهما وكانت أمهما هذه جزلة فساعدتهما على القلعة وفيها ذخائر محمّد بن مسافر وأمواله فاستوليا عليها وتمكّنا منها. فلمّا


[١] . يتولّى: كذا فى الأصل ومط. والمثبت فى مد: متولّى.
[٢] . وفى الأصل: شميران (بالشين المعجمة) . وفى مط ومد: سميران. وسميران قلعة حصينة على نهر جار بين جبال ولاية تارم، خرّبه صاحب ألموت، وهي قلعة ملك الديلم (مراصد الإطلاع) وشميران بلد بأرمينة وقرية بمرو الشاهجان (مراصد الإطلاع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>