فجمع أبو الحسين نفسه وشغّب الجند وظنّوه حيّا فنبشه وأظهره لهم فسكنوا. ثمّ أعاده إلى قبره.
وانتقل إلى الدار بمسماران. فساعة ملكها طلب الجوهر فأحضره.
قال إسرائيل: دخلت إليه فقال لمّا رآني:
- «يا غلام هات الدُّرج.» فأحضره إيّاه فقال لى:
- «يا أبا الطيّب أخذنا المال والجوهر ومضى الفاعل بن الفاعل إلى لعنة الله.» ثمّ أودع أبو عبد الله هذا الجوهر ابنه أبا القاسم سرّا وأمره أن يستره. فلمّا توفّى أبو عبد الله وملك الأمر بعده أخوه أبو الحسين طلب هذا الجوهر طلبا شديدا فلم يجد له أثرا. وقيل: أودعه من لا يعرف.
ولمّا خرج ابنه إلى هجر أخذه معه فسأله الهجريّون أن يريهم إيّاه ففعل ذلك ووهب لهم منه حبّة [١] واحدة.
فلمّا حضر مدينة السلام فى أيّام أبى الحسين معزّ الدولة طلبه منه ليراه فأحضره عنده ووسّط أبا مخلد عبد الله بن يحيى ليبتاعه منه فامتنع من بيعه ثمّ رأى الوجه فى بيعه. فاستجاب فقوّم بما قوّمه تجّار البصرة.
فقال أبو مخلد:
- «حطّ منه ثمن الحبّة التي أخذها الهجريّون.» فأعطى ثلاثة آلاف دينار عن قيمة خمسة [٩٣] وأربعين ألف درهم وأحاله بذلك على كار التمر واستوفاه.
وكان أبو عبد الله البريدي يتّهم أبا الحسن ابن أسد بالتضريب بينه وبين