عليها. فلمّا سمعت ذلك وعرفت صحته صرت إلى توزون. وفكرّت فى أنّ الأمر لا يتمّ بى وحدي فلقيت فى طريقي وأنا أصعد إلى توزون أبا عمران موسى بن سليمان فى الحديدى الذي على باب توزون فأخذت بيده واعتزلنا. واستحلفته على كتمان ما أطلعه عليه فحلف ثم حدثته به كلّه وسألته معاونتى على تمامه فقال:
هذا أمر عظيم لا أدخل فيه. فلمّا آيسنى من نفسه سألته أن يمسك ولا يعارضني فقال: افعل. فدخلت إلى توزون وأدخلته إلى حجرة وخلوت به واستحلفته بالمصحف وبأيمان مؤكّدة أن يكتم ما أحدّثه به فحلف فلمّا حلف حدّثته الحديث من أوله إلى آخره فوقع بقلبه وقال: صواب ولكنّى أريد أن أرى الرجل وأسمع كلامه. فقلت: علىّ ذلك ولكن إن أردت [١١٢] تمام هذا الأمر فلا تطلع عليه أبا جعفر ابن شيرزاد فإنّه يفثأ عزمك ويصرفك عنه.
فقال: افعل.
وبلغ أبا جعفر خلوتي بالأمير فاتّهمنى أنى سعيت عليه ومضيت إلى القوم ووعدتهم بحضور الأمير ليرى الرجل ويكون الاجتماع فى منزل موسى بن سليمان.
قال: وتشددنا فى الطوف بالليل فى دجلة فلمّا كان ليلة الأحد لأربع عشرة خلت من صفر وافى عبد الله بن المكتفي بالله إلى دار موسى بن سليمان ولقيه توزون هناك وخاطبه وبايع له فى تلك الليلة وكتمنا القصة.
فلمّا وافى المتقى لله من الرقّة ولقيه توزون وسلم عليه قلت لتوزون:
- «عزمك على ما كنا اتفقنا عليه صحيح؟» فقال: «بلى.» قلت: «فافعله الساعة فانّه إن دخل داره بعد عليك مرامه.» قال: فوكّل به وجرى ما جرى.