للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «هذا رجل مقبل كنت أظنّه يتماتن ويخاطبني بحسب دالّته وموضعه من الأمير فقد اتّقانى بما قال وحمى نفسه وعرضه وماله وهكذا يصنع الإقبال بصاحبه.» وخاطب أبا على الخازن، فسلك سبيله المعروف وزعم أنّه لا يستبيت، ولم يستجب إلى شيء بتّة فنحى من بين يدي الوزير ووكّل به فى ناحية من الدار.

وأمّا أبو سهل ديزويه فتمارض وشدّ رأسه بخرقة فأحضر كرّازا [١] ووضعه عند رأسه وقال:

- «أنا غريب.» فأضحك الناس من نفسه وأعرض الوزير عنه ذلك اليوم.

وأمّا أبو الفضل فلحقته عناية الوزير لما بينهما من الوصلة [٢٤٦] فأخذ خطّه بثلاثمائة ألف درهم وصرفه إلى منزله. وكذلك فعل بأبى الفرج صاحب الديوان أجراه مجرى أبى الفضل وأخذ خطّه بثلاثمائة ألف.

فلمّا كان بعد أيّام راسله ديزويه وسأله أن يعفو عنه ويجريه مجرى أبى الفضل ففعل ذلك به.

وبقي أبو علىّ الخازن على لجاجه لا يلتزم شيئا ثم أنعم بعد التهديد بشيء وراسل أخت معزّ الدولة يستقرض منها ما يشترى به نفسه من مكروه الوزير وظنّ أنّ ذلك يبلغ الأمير فيكون سبب إطلاقه فخاطب معزّ الدولة الوزير فيه وقال:

- «ألم أقل لك إنّه لا يملك شيئا.» فقال: «أيّها الأمير لا تلتفت إلى مخاريقه وخدائعه ودعني أستخرج منه


[١] . فى مط: كرارا.

<<  <  ج: ص:  >  >>