مالا عظيما.» فسكت عنه وراسل أبو علىّ الخازن كلّ من عرفه فاستقرض منه حتى شاع خبره فى الدولة بالفقر وإنّ الوزير يقصده.
فلمّا كان فى بعض الليالي لسعه فى ظهره شيء أدماه وتألّم منه وكان موضعه الذي وكّل فيه من دار الوزير موضع غنم فيما تقدّم فظنّه الناس لسع طبّوع وقالوا: ليس شيء من الهوامّ يخرج بلسعته الدم إلّا هذا الحيوان أو الأفعى.
فاتّفق أن مات أبو علىّ الخازن بعد أيّام قلائل فى اعتقاله وقامت على الوزير أبى محمّد المهلبي القيامة وخاف أن يتّهم به، ومع [٢٤٧] ذلك فلم يكن ارتفع من جهته إلّا شيء نزر قليل. ثم عرف أنّه قد وصل إليه من القروض أضعاف ما أدّاه [١] فى مصادرته فتعجّب من جلادته وتوقّع عتب الأمير معزّ الدولة فى بابه ووطّن نفسه على مكروه.
ثم رأى أن يبتدئ معزّ الدولة ويستأذنه فى البحث والتنقير عن أسبابه وأظهر أنّه على ثقة من تلك الأموال التي وعده بها من جهته حتى سكّن من معزّ الدولة وأخذ إذنه فى ذلك ولم يكن يثق بشيء مما ضمنه من جهته ولكنّه برّد عن نفسه فى الحال.
ثم أخذ فى التفتيش فأثار له أموالا كثيرة بعضها جرى بحضرتى فكان من ذلك أن قبض على غلمانه وأسبابه وخلا بواحد واحد منهم فأرهبه وأرغبه وسأله هل يتّهم موضعا من داره بدفين أو يتّهم معاملا له بوديعة فقال له:
- «إنّ هذا الرجل كان أدهى من أن يعمل شيئا ممّا تطلبه وتبحث عنه بحضرة أحد ولست أتّهم أحدا إلّا أنّه طرد غلاما له مزيّنا من حجرة مرسومة