قريبا منه يسمع كلامه ويتدبّر برأيه، وضمن له مرفقا على ذلك ومالا يحمله إليه فى كل سنة. فسعى له شيرزاد فى الوزارة ووعد بها وقيل له:
- «إذا ظهرت كفايتك فيما ضمنته من إرضاء الجند وغيره كانت الوزارة مقصورة عليك.» فأخذ فى مصادرة الحاشية وألزمهم أموالا علم أنّهم يفون بها ولا يجحف بهم، وافتتح الخراج واجتهد حتى وفّى الديلم ما ضمن لهم وفرّق الأتراك فى النواحي لتنجّز [١] تسبيباتهم. فتمّ لهم أيضا ما التمسوه وذلك لجمام الأمر وأنّه كان مبدأ فوجد أموال الحاشية جامّة والنواحي فى بقايا العمارة، فمشى أمره فى هذه السنة.
واتّصل خبره بأبى الفرج محمّد بن العباس وهو يومئذ بعمان وكان خرج إليها فى حياة [٣٠٣] معزّ الدولة وكانت له بها وقائع بين العمانيين حتى استوسقوا له. فلمّا عرف وفاة معزّ الدولة وطمع أبى الفضل فى الوزارة وسعى شيرزاد له فيها، لم يلبث أن سلّم الناحية إلى رجل من أهل عمان يعرف بابن نبهان، وأظهر أنّ الأمر ورد عليه بالإفراج عن البلد وتسليمه إلى صاحب عضد الدولة، وأقبل مسرعا إلى العراق. فلمّا قرب منها استقبله أصحاب أخيه أبى محمّد على بن العباس الخازن وكتّابه وكتبه يشيرون عليه بالمبادرة وترك التأخر عن الحضرة قبل أن يتمّ لأبى الفضل العبّاس بن الحسين تقلد الوزارة، فورد وصار الناس حزبين وطلب كل واحد منهما عثرات صاحبه وخطب الوزارة لنفسه. ثم تمكن أبو الفضل بمعاونة شيرزاد إلى أن تمّت له الوزارة.