للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجمع بختيار الأتراك إلى داره مع أسلحتهم ليعتصم بهم وترك الديلم فى الصحراء ثلاثة أيّام. فغاظهم ذلك وازدادوا تباعدا فى الاشتطاط عليه وفى الاشتداد بالمطالبة إلى أن نزل على بعض حكمهم وأعطاهم ثلث رزقة غير [١] محتسب به.

وخيّر أصحاب الإقطاعات بين الإقامة فى أيديهم والتمسك بنواحيهم وبين تعريضهم منها وأثبت من الديلم الساقطين كلّ من كان صريحا فى الديلم أو صريحا فى الجبل دون من اختلط بهم ممن ليس منهم.

فلمّا تمّ لهم ودخلوا البلد اجتمع الأتراك أيضا على الشغب فخرجوا إلى الصحراء واستدعوا الأصاغر من غلمان الحجر فى دار بختيار حتى برزوا معهم وتحالفوا وتعاهدوا أن تكون كلمتهم متفقة وأن ينصر كبيرهم صغيرهم وقويّهم ضعيفهم وقد كانت اجتمعت لهم أموال مسبّبه من تلك الزيادات المضافة إلى الأصول التي زادها معزّ الدولة، فطالبوا بتوفيتهم ذلك كلّه، وأن يسلك فيهم سبيل أبيه فى الاستحجاب والتقويد والتنقيب والزيادة [٣٠٢] فى المنازل والمراتب.

ثمّ اتفق الديلم والأتراك على ألّا يعارض كل فريق منهم صاحبه [٢] فى طلب الحظّ لنفسه، وتعاهدوا على ذلك. فقادته الضرورة إلى أن ضمن لهم جميع ما التمسوه وإزاحة العلل فيه ولم يتسع لذلك ولا لبعضه. فاضطروا إلى مناظرة وزرائه على الاحتيال لهذا المال والنظر فى جمعه من أين كان وكيف كان.

وكان أبو الفضل العباس أشدّ جسارة وإقداما من أبى الفرج، فضمن ذلك لهم واستعان بكاتب الفارسية شيرزاد بن سرخاب، وكان متمكنا من بختيار


[١] . غير: محذوفة فى مط.
[٢] . سقوط من مد من هنا إلى قوله «جميع ما ... » .

<<  <  ج: ص:  >  >>