للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدخلون فيه زيادة عظيمة، فأمر عضد الدولة أن يعقد عليه جميع ذلك.

واقترح ابن بقية إقرار اللقب والتكنية السلطانية ولباس القباء عليه.

فأجيب الى ذلك وخلع عليه خلعا نفيسة وحمل على دواب بمراكب ذهب وأقطع خمسمائة ألف درهم ورسم له حضور مجالس المؤانسة والمنادمة ولم ينقصه من جميع عاداته إلّا اسم الوزارة لأنّه بالحقيقة لم يكن يتولاها على رسوم الوزراء فيخاطب بها فأظهر سرورا عظيما وشكرا كثيرا ودعاء متصلا وكل ذلك على دخل [١] [٤٣٨] وغلّ قد أضمره وانحدر الى واسط.

وقد كان عمران صاحب البطائح مستوحشا فأحبّ أن يتعلق مع تجدد ملك عضد الدولة بذمام، فأنفذ كاتبه يلتمس عهدا ومنشورا وعقدا وتقريرا، فأجيب إلى ذلك.

والتمس أبو تغلب ابن حمدان صاحب الموصل مثل ذلك وضمن حمل المال الذي كان يحمله قديما إلى بختيار فأجابه عضد الدولة الى ما سأل وأعفاه من حمل المال لمكاتبة قديمة كانت بينهما ومودة سالفة، وعقدت أعمال الأهواز على سهل بن بشر النصراني وخلع عليه فشخص إليها وكان محبوسا فى يد بختيار وقد جازفه وصادره. وفرقت أعمال السواد على العمال ودبر الأمور كلّها أبو منصور نصر بن هارون.

ولم يبق فى نفس عضد الدولة شيء يتعلق به نفسه إلّا انتزاع البصرة من يد المرزبان. فلمّا حصل ابن بقية بواسط خلع الطاعة وأظهر الخلاف وقبض على من ضم اليه من القواد وأظهر أنّه امتعض لصاحبه بختيار وكان هو المشير [٢] بجميع ما جرى متابعة لرأى عضد الدولة.

ثم كاتب عمران بن شاهين يستدعى منه المعاضدة ويحذّره تدابير


[١] . كذا فى الأصل: دخل. وهي ساقطة فى مط. والمثبت فى مد: ذحل. والدخل: الخديعة.
[٢] . فى مط: المسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>