للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عضد الدولة وأنّه ليس ممن يصبر له [١] على محاورته بتلك الحال فأجابه عمران الى ما سأل.

وكاتب المرزبان ابن بختيار يلتمس منه أن يمدّه بالرجال والمال والسلاح فلم يجد عنده ما يحبّ، لتهمته بالانحراف عنه وعن أبيه [٤٣٩] وعلم أنّه يريد أن يقيم سوقا لنفسه وأحجم ابن بقية عن المصير إليه لتقلد الأهوازي وزارته فبنى أمره على أنّه متى وقع الطلب له هرب إلى عمران وقصد أعمال نهر الفضل فيتغلب عليها. وكتب إلى سهل بن بشر ما أغواه حتى استجاب له وسلك سبيل إرادته. وقد كان عضد الدولة عزم على إنفاذ عسكر الماء لفتح البصرة فلمّا عصى ابن بقية جعل همّه كله واسطا فأنفذ إليه عسكرا قويا فخرج إليه فى آلات الماء فيمن أمدّه بهم عمران من رجاله.

ووردت كتب ركن الدولة على المرزبان بأن يتماسك بالبصرة وشجّعه على مقاومة عضد الدولة ووعده بالمصير إلى بغداد بنفسه لإزعاجه وتمكين بختيار وكذلك فعل فى مكاتبة ابن بقية وأبى تغلب ابن حمدان فاضطربت هذه النواحي على عضد الدولة وضاق به الأمر وتجاسر عليه الأعداء من كل وجه وانقطعت عنه موادّ فارس والبحر ولم يبق فى يده إلّا قصبة بغداد وتجاسرت العامة عليه وأشرف على صورة قبيحة.

فرأى أن ينفذ أبا الفتح ابن العميد إلى أبيه ركن الدولة متحملا [٤٤٠] رسالة عنه يصدقه فيها عما جرى ويعلمه فيه بعده عن ممالكه وتضييعه الأموال التي أنفقها، وأنّه قد خاطر مع ذلك بنفسه وجنده كما خاطر هو بوزيره وأكثر جنده، وأنّه قد هذّب [٢] مملكة العراق واستعاد الخلافة إلى ممالكه، وأنّ بختيار ليس ممن تستقر بنظره دولة ولا تعتدل على يده مملكة،


[١] . له: ساقطة فى مط.
[٢] . فى مط: هدب. (بالدال المهملة)

<<  <  ج: ص:  >  >>