استكتبنى عضد الدولة لأبى جعفر الحجاج بن هرمز عند وروده من ديلمان ورسم لى أن أعمل تذكرة بما يحتاج اليه راتبه فى كل يوم ونفقاته فى كل شهر. فعملت وأحضرت التذكرة وكان فيها رطلية شمع فى كل ليلة فوقف عليها ونقص كثيرا منها وزاد فى أبواب وقال:
- «رطل شمع فى كل ليلة سرف [١١١] وينبغي أن يكون فى كل أسبوع رطلية وأن يواقف الفراش على أن يتركها فى تورها وتقدم بين يديه المنارة عليها سراج بفتيلتين فإن حضر من يحتشم رفعت وأحضر التور والشمعة فأوقدت فإذا انصرف شيلت وأعيدت المنارة.» فقلت: «السمع والطاعة.» وجرى الأمر على ذلك.
وحدّث أبو الحسن على بن أبى على الحاجب قال:
كان لعضد الدولة فرجية سقلاطون مبطنة بقماقم فكان يلبسها كثيرا فى الطريق بين بغداد وهمذان. وكان أحد الديلم قد أغرى بطلبتها وواصل المسألة فى بابها وعضد الدولة يعده ويدفعه حتى زاد لجاجه فعارضه يوما فى موكبه وقال:
- «يا مولانا قد طال الوعد بهذه الفرجية وأسأل إنجازه اليوم.» فاغتاظ وقال:
- «نعم.» وكان يمشى فى ركابه أصحابه الركاب ومن جانبه الأيمن أحمد بن أبى حفص وفى جانبه الأيسر ابن فارس فقال لهما سرّا وأرسل كمّى الفرجية:
- «اقربا منّى وأفتقا البطانة من الظهارة واجذباها وسلّماها الى الموكبدار.» ففعلا ذلك ونزل عضد الدولة وحضر الديلمي مذكرا فأخرجت اليه فى